يُعتبر الإفطار جهراً خلال ساعات الصيام في شهر رمضان المبارك تصرفاً منافياً لقيم الدين الإسلامي الحنيف. كما أنه يشكل مخالفة قانونية في العديد من الدول الإسلامية. حيث يُعد هذا الفعل جنحة قد تصل عقوبتها إلى الحبس لمدة سنة.
وبالنظر في أحكام قانون العقوبات وتعديلاته. لا نجد نصاً صريحاً يجرّم الإفطار جهراً في شهر رمضان. إلا أن هذا الفعل يدخل ضمن الأفعال التي تنطوي على تحقير الشعائر الدينية. وهي جرائم تمسّ بالمعتقدات الدينية المنصوص عليها في المادة (309) من قانون العقوبات. وتنص هذه المادة على أنه: “يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تتجاوز مائة دينار. كل من تعدى بإحدى الطرق على إحدى الملل المعترف بها أو حقر من شعائرها“.
ويُعد الجهر بالإفطار أحد أشكال تحقير الشعائر الدينية خلال الشهر الفضيل. وذلك عندما يقوم شخص بتناول الطعام أو الشراب أو التدخين علناً أثناء ساعات الصيام. مما يُعد استهانة بحرمة الشهر الكريم. وتجدر الإشارة إلى أن المادة (309) من قانون العقوبات لا تقتصر على المسلمين فقط. بل تشمل جميع الأفراد من مختلف الأديان والمذاهب. سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو زواراً أجانب. حيث يلزم القانون الجميع باحترام شعائر الدين الإسلامي خلال شهر رمضان.
كما أن تطبيق العقوبة يتطلب أن يكون فعل الإفطار جهراً قد وقع في مكان عام مثل الشوارع. الحدائق. أو المتنزهات. بحيث يكون واضحاً للآخرين. مما يعزز من خطورة الفعل وتأثيره السلبي على المجتمع.
وفيما يتعلق بالعقوبات المقررة. فقد نص القانون على أن عقوبة الحبس في هذه الحالة تتراوح بين ثلاثة أشهر كحد أدنى وسنة كحد أقصى. وهي عقوبة بدنية تهدف إلى الردع العام. إلا أن المشرّع منح القاضي صلاحية استبدالها بغرامة مالية لا تتجاوز مائة دينار. مما يجعل العقوبة تخييرية وفقاً لتقدير المحكمة وملابسات كل حالة على حدة.
